2 min read

رحلة إندونيسيا (٤) - ٢٠٢٥م

١٧ مايو ٢٠٢٥م

لم نفق بعد من أثر الجمال الذي شاهدناه في لقائنا الأول مع تلك المناظر الخلابة. لعلّ هذا ما أبطأ خُطانا صباح اليوم التالي؛ فالإفطار جاء في موعده، لكن الشمس لم تلبث أن لامستنا حتى غابت خلف سحبٍ أمطرتنا بغتة.

استيقظتُ مبكرًا، فتحتُ الآيباد، وتصفّحت ما فاتني، كتبتُ بعض الخواطر، وتجولت قليلًا في أرجاء المجمع السكني. ثم عدتُ إلى الفيلا حيث بدأ الصحب يستيقظون تباعًا للإفطار.

ظلّ الجو ماطرًا حتى صلاة الظهر، فأجّلنا انطلاقتنا إلى ما بعدها، حين قررنا زيارة حديقة الزهور، التي بدا لي أنها تشارف على نهاية موسمها. فقد بان عليها الهرم، رغم ما تبذله الأيادي من عناية بأشجارها وأزهارها.

الكثير من الزوايا في الحديقة كانت مغلقة، وأخرى تنتظر موعد إغلاقها. تجوّلنا فيها بهدوء، كأننا نودّع شيئًا جميلاً قبل أفوله لنغادر بعد جولة قصيرة، وقد حملنا في ذاكرتنا مشاهدَ باهتة الجمال، لكنها دافئة الأثر. مشينا بخطى هادئة، نلتقط ما تبقى من عبيرٍ شاحب، ونودّع المكان كما يُودّع العاشقُ وردةً ذابلة، يعرف أنها لن تزهر قريبًا، لكنه يشكرها على ما منحتْه من لحظة جمال.

كان اليوم خفيفًا على الروح، رغم بطء الأحداث، وربما لهذا السبب بالذات، شعرتُ أن الزمن سار على مهل، وكأنّه أتاح لي فرصة التأمّل في التفاصيل الصغيرة التي غالبًا ما تغيب عنا في زحمة الأيام.

عدنا إلى الفيلا وقد لامسنا شيءٌ من التعب، لكنه تعبٌ جميل، كمن نثر شيئًا من نفسه في الأمكنة، واستعاد شيئًا من سكينته وهو يرحل.