1 min read

رحلة إندونيسيا (٢) - ٢٠٢٥م

رحلة إندونيسيا (٢) - ٢٠٢٥م
Kota bunga

١٥ مايو ٢٠٢٥م

حطّت طائرتنا في مطار سوكارنو هاتا الدولي بجاكرتا بعد رحلةٍ دامت ما يقارب ثلاث عشرة ساعة من جدة، تخللتها محطة ترانزيت في مطار زايد الدولي بأبوظبي امتدت لثلاث ساعات.

كانت المصافحة الأولى مع إندونيسيا مفعمةً بالدهشة والجمال، رغم أن رطوبة جاكرتا تركت أثرًا خفيفًا من الضيق. غير أن شغف السفر وحماسة المغامرة كانا أكبر من أي انزعاج.

التقينا بـ”تيدي”، مرشدنا الإندونيسي الذي كان ينتظرنا بابتسامةٍ عريضة وورقةٍ تحمل أسماؤنا، كما هي عادة هذا الشعب الكريم. انطلقنا فورًا إلى بونشاك، ذلك الجبل الحالم المغمور بسحر الطبيعة الأخاذة، والذي يبعد حوالي ساعتين عن العاصمة جاكرتا.

بحسب نصيحة “هادي”، شقيقي الخبير بخبايا هذه البلاد، قررنا ألا نحجز الفيلا مسبقًا عبر التطبيقات، بل ننتظر حتى نراها على أرض الواقع. وافقنا جميعًا على فكرته، لكننا لم نحسب حساب الإرهاق بعد الرحلة الطويلة.

قضينا ذلك اليوم بالكامل في البحث عن مأوى يخفف وطأة السفر وثقل النوم. مررنا بمعظم الفلل في “الجبل”، كما يطلق عليه السكان هناك، لكنها كانت ما بين غير المتاحة أو باهظة الثمن وسيئة النظافة أو قديمة الطراز.

كنا على وشك الرضوخ لقبول إحدى تلك الفلل على مضض، حتى اقترح “تيدي” فيلا لصديقه في منطقة Kota Bunga. لم يكن ذلك المكان خيارًا مفضلًا لدى السياح لعدة أسباب، حتى أن السفارة السعودية قد حذرت من السكن فيه سابقًا. لكن بدا أن تغييرات حديثة جعلته أكثر أمانًا وهدوءًا، فقررنا تجربته.


والحق يُقال: إن أفضل ما حدث في هذه الرحلة أننا اخترنا السكن هناك.

وجدنا الفيلا مناسبة، والحي هادئٌ بعيد عن ضجيج الزوّار وطلباتهم الليلية والصباحية، بفضل الحراسات المشددة على مداخل المجمع.

وصلنا إليها بعد غروب الشمس وقد كان المطر ينهمر بغزارة. تناولنا وجبة “برياني” من مطعمٍ عربي مجاور للمجمع، ثم خلدنا إلى النوم بعد تعبٍ طويل.

استيقظنا في صباح اليوم التالي على نسيم بونشاك العليل، نصافح الحياة هناك، وكأننا نبدأ فصلًا جديدًا من الهدوء والجمال.

الفيلا
تيدي "فاكهة الرحلة"