أقاصيص السابع من نوفمبر ٣
7 نوفمبر 1967
عزيزتي ص…
لم تكن النكسة مجرد هزيمة، بل كانت مأتمًا للعروبة، اللحظة التي لفظت فيها القومية أنفاسها الأخيرة! أظهرونا كما لو كنا جسدًا واحدًا، لكن قلوبنا شتى. الحقيقة أننا لم نكن أكثر من أصوات جوفاء تهتف أمام الميكروفونات والكاميرات، نبني وهْم القوة بينما الهشاشة تنهش في أعماقنا. ثم، في خمسة أيام فقط… تبدد كل شيء.
أشعر بالخيبة، أكتب لكِ وهذه المرارة تخنقني، ولا أعرف ماذا سيكون مصير هذه الأمة بعد اليوم.
بالأمس، فقدنا القدس… وسيناء… والجولان…
واليوم، فقدتُكِ أنتِ أيضًا.
كأنني ذقت النكسة مرتين، مرة عندما ضاعت العروبة، ومرة عندما أعلنتِ مقاطعتي!
لم أكن يومًا ضئيلًا هكذا. كل ما أردته هو أن أكون جديرًا بكِ، كما لو كنا نحاول أن نكون جديرين بفلسطين! ربما كنتُ أتعامل معكِ كما تتعامل الدول مع أوطانها: بالمفاوضات، بالتوقعات، بالحسابات الخاطئة… أم أن ما بيننا كان أعمق من أن يُدار كمعادلة سياسية؟
يبدو أنني أعيش نكساتي الخاصة، واحدة وطنية، والأخرى شخصية.
أنتِ والعروبة ونفسي… جميعكم تقفون ضدي هذه المرة!
وأنا؟ وحيد، أعزل، لا أملك إلا حجارة هشّة أدافع بها عن قلبي ومبادئي…
أرجو ألّا يكون هذا العدوان سببًا في خسارتي لذاتي، كما فقدتُكِ أنتِ، وفقدت انتماءاتي القومية.
محبّكِ، م